قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، المستشار بكلية القادة والأركان، إن هناك اختلافات كثيرة بين مشروعى، الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس المعزول محمد مرسى، لتنمية قناة السويس. وأوضح «الشهاوى»، خلال حواره لـ«المصرى اليوم»، أن مشروع «مرسى» كان يهدف إلى حفر قناة موازية بطول القناة، ما كان سيؤثر على الأمن القومى المصرى وتأمين منطقة القناة وسيناء. وأضاف أن تنفيذ المشروع الحالى سيحبط رغبة إسرائيل فى إنشاء مشروع يكون بديلا لقناة السويس، فضلا عن أنه سيؤدى إلى تنشيط حركة التجارة العالمية، وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى فكرة مشروع محور قناة السويس الذى أعلن الرئيس عن بدء تنفيذه فى يوليو الماضى؟
– فكرة المشروع تتمحور حول إنشاء قناة موازية لقناة السويس بطول ٣٥ كيلو مترا، عبر الحفر الجاف، وتوسعة وتعميق ٣٧ كيلو مترا من القناة نفسها، حيث إن طول القناة يبلغ ١٩٠ كيلو مترا والحفر الجاف لـ٣٥ كيلو مترا سيخلف ٢٥٠ مليون متر مكعب من الرمال وسيتم تكسية المجرى المائى، وتضم الخطة ٤٢ مشروعا، منها ٦ مشروعات ذات أولوية وهى تطوير طريق القاهرة – السويس، القاهرة – الإسماعيلية الصحراوى وتحويلهما إلى طرق حرة.
■ وما أبرز المشروعات الأخرى؟
– سيتم إنشاء ٣ أنفاق فى نطاق الإسماعيلية، و٣ أنفاق أخرى فى بورسعيد، أسفل قناة السويس، بالإضافة إلى تطوير ميناء نوبيع لتصبح منطقة حرة، وتحويل مطار شرم الشيخ ليكون مطارا عالميا، وإنشاء ثلاثة موانئ لخدمة السفن والتخطيط لإقامة وادى التكنولوجيا المتقدمة، وبالإضافة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمشروع المصرى الكبير، فإنه يقطع الطريق على إسرائيل لتنفيذ مشروعها البديل لقناة السويس، وهو عبارة عن خط سكة حديد يربط بين ميناء إيلات الواقعة على البحر الأحمر وتل أبيب على البحر المتوسط، بطول ٣٥٠ كيلو مترا، حيث إن مشروعنا الجديد يقضى على الحلم الإسرائيلى.
■ ما تفاصيل رغبة إسرائيل فى تنفيذ قناة بديلة؟
– مشروع قناة السويس يحبط مشروع إسرائيل لإنشاء خط سكة حديد بديلا لقناة السويس بطول ٣٢٠ كيلو مترا لنقل البضائع من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط خلال هذا المحور والذى يبدأ من إيلات فى الجنوب على البحر الأحمر ويصل لتل أبيب فى الشمال على البحر المتوسط وكانت إسرائيل تخطط لتنفيذه خلال ٥ سنوات أى ينتهى عام ٢٠١٧ بتكلفة ٧٠ مليون دولار، ومشروعنا الوطنى المصرى أحبط هذا المشروع «وأصابه فى مقتل»، لأن توسعة قناة السويس ستؤدى إلى تنشيط حركة التجارة العالمية والحاويات العملاقة بحمولة ٢٢٠ ألف طن للسفينة الواحدة، ويقلل زمن الرحلة من ١٨ إلى ١١ ساعة ولا توجد فترات انتظار، كما أن قناة السويس تتمتع بالموقع الذى لا مثيل له على مستوى العالم، ويربط البحر الأحمر بالمتوسط وقارتى أفريقيا وآسيا، فالله منح مصر هذا الموقع الجيواستراتيجى حتى لا يكون هناك منافس لهذه القناة ونأمل أن يتم تنفيذ المشروع فى الزمن المحدد له ويكون «فاتحة خير» على الشعب.
■ وما الهدف من المشروع من وجهة نظركم؟
– دفع قاطرة التنمية للأمام لتحقيق أهداف وطموحات الشعب المصرى العظيم عقب ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو ليكون «مشروع الحلم المصرى»، وفى الوقت الحالى تمر بالقناة أكثر من ١٨ ألف سفينة، والمستهدف زيادة عددها إلى الضعف، فضلا عن مضاعفة دخل القناة لأكثر من ٢٠٠٪.
■ أرسل الرئيس عدة رسائل عبر هذا المشروع فما تحليلكم؟
-تم تدشين المشروع يوم ٥ أغسطس الماضى، وكانت هناك رسائل كثيرة أرسلها «السيسى»، الأولى أنه بعد أقل من شهرين من تعيينه كرئيس للجمهورية يقف ليعطى إشارة البدء فى مشروع تنمية قناة السويس على أرض الواقع وليس تقديمه على أنه مجرد حلم، الثانية يصدرها للخارج، وهى أن مصر تملك قرارها وكذلك المشروعات الاستراتيجية التى تستطيع تنفيذها لدفع الاقتصاد وتحقيق النمو للبلاد، ما يبعث الأمل ويحدث الاستقرار، والرسالة الثالثة إشراك الشباب مع الرئيس فى مشهد رائع، حيث نجد الشباب يشارك الرئيس يدا بيد فى عملية بدء المشروع مع مراعاة تخصيص أسهم لتلاميذ المدارس بجنيهات قليلة، والرابعة أنه تم تنفيذه من خلال الشركات الوطنية، بتمويل مصرى، والشىء الأجمل أنه تحت إشراف القوات المسلحة.
■ وماذا عن دور الجيش تحديدا فى تنفيذ هذا المشروع القومى؟
-الاشتراك فى المخطط العام والرسم الهندسى، وتطهير المنطقة من الألغام ومخلفات الحروب حيث إنها شهدت حروب ومعارك خلال أعوام ١٩٥٦، و٦٧، و٧٣، فضلا عن دورها فى حفر القناة بمشاركة ٢ كتيبة مهندسين طرق تتبع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، كما تشترك ٣٣ شركة وطنية، وتنفيذ ٦ أنفاق أسفل قناة السويس، والمشاركة فى البنية التحتية للمشروع من طرق ومرافق، فمحور قناة السويس يطلق عليه باللغة الإنجليزية «suez canal coridour»، واختصارها «سى.سى»، ما يعنى أن المشروع ينسب إلى الرئيس السيسى.
■ كيف ترى زيارة الرئيس المفاجئة للمشروع؟
-تفقد أعمال الحفر على أرض الواقع للوقوف على سير العمل بالمشروع الذى تقرر أن تكون مدة إنشائه ١٢ شهرا بدلا من ٣٦ شهرا التى كانت مقررة لتنفيذه، وأعطى تعليمات صريحة مباشرة لرئيس أركان الهيئة الهندسية بالإقامة فى المشروع للإشراف على تنفيذه فى التوقيت الذى حدده، وبدوره قام رئيس الأركان بالعمل على مدار ٢٤ ساعة وتقسيم طول الطريق إلى ٣٣ جزءا، حيث تعمل كل شركة فى جزء واحد بمسافة كيلو متر، فاختصار المدة لن تؤثر على مستوى كفاءة العمل وجولة الرئيس لمدة ٥ ساعات تعطى مؤشرا ورسالة لجميع الشعب وهى ضرورة العمل الجاد، كما أنه التقى بالعاملين للتعرف على مجريات الأمور، وما إذا كانت هناك معوقات، مؤكدا أن الالتزام سيكون معيارا حاسما لتنفيذ المشروعات القومية فى مصر.
■ اختصار مدة التنفيذ من ٣ سنوات إلى سنة.. هل لها سلبيات على المشروع؟
-لا، لأنه تم التخطيط لزيادة عدد الشركات القائمة بأعمال الحفر والتوسعة والتكريك، بالإضافة إلى عمل ٣ دوريات على مدار ٢٤ ساعة، وعندما قرر السيسى ضرورة الانتهاء من المشروع فى ١٢ شهرا، تم تعديل مخطط التنفيذ وزيادة المعدات التى تقوم بالحفر لتصل إلى ٣٧٧٠ معدة بينها ألف بلدوزر و٩٠٠ لودر وحفار و٢٧٥٠ ديمبر وعربة قلاب و٢٠ كراكة و٩٥٪ من هذه المعدات تتبع الشركات الوطنية، ومعظمها من سيناء و٥٪ تابعة للقوات المسلحة.
■ ما الخطوات التى تم اتخاذها لتشديد إجراءات التأمين الأمنى على المشروع والعاملين لإنجازه فى التوقيت المحدد؟
-أصدر الرئيس أوامر إلى الفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بتأمين المشروع والعاملين به لمنع أى أحداث إرهابية، كما أصدر وزير الدفاع توجيهاته إلى قادة الجيشين الثانى والثالث بتكثيف قوات التأمين للمشروع والتصدى بقوة وحسم لكل من يحاول عرقلة العمل، وقامت القوات المسلحة بإجراء تغييرات على خطة التأمين التى كانت وضعتها قبل قرار السيسى بأن يتم الانتهاء من المشروع خلال عام واحد.
■ وما هى خطة إجراءات التأمين؟
– الاستعانة بكافة التشكيلات التعبوية بالتعاون مع قادة الجيشين الثانى والثالث وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة البحرية والجوية، كما تقوم طائرات القوات الجوية بمراقبة ورصد الحالة الأمنية فى الموقع مع تكثيف الكمائن والدوريات العسكرية على الطرق الرئيسية والفرعية بالإسماعيلية لمنع العناصر الإرهابية من الاقتراب، والتأكيد على الاستعداد الكامل لتأمين المشروع مع قيام المقاتلات البحرية بتأمين المجرى الملاحى، فهذا المشروع من المحتمل تعرضه لمخاطر أمنية داخلية وخارجية وأن الإعلام المتحالف مع تنظيم الجماعة الإرهابية سوف يشن حملات تكذيبية حوله.
■ وماذا عن الاختلاف بين هذا المشروع ونظيره الذى طرحته جماعة الإخوان من قبل؟
– هناك اختلافات كثيرة بين المشروعين، فالحالى يهدف لإنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول ٧٢ كيلو مترا فى حين أن مشروع مرسى، كان يهدف إلى عمل قناة موازية بطول القناة، مما كان سيؤثر على الأمن القومى المصرى وتأمين منطقة القناة وسيناء، بينما المشروع الحالى وضع إجراءات تأمين سيناء فى الاعتبار، كما أن مشروع مرسى أعطى لرئيس الجمهورية حق الاقتطاع لصالح إقليم قناة السويس ولم يرسم حدود هذا الإقليم فى حين أن مشروع السيسى حدد قطاعات مشروعية بميناء شرق وغرب بورسعيد والعريش ووادى التكنولوجيا والمنطقة الصناعية وشمال غرب خليج السويس وميناء الأدبية، كما أن المشروع الجارى تنفيذه يتبع هيئة قناة السويس وعدد من الوزارات منها النقل والإسكان والتخطيط والأخرى المعنية فى حين أن مشروع مرسى جعل للمشروع هيئة مستقلة هى الهيئة العامة لتنمية إقليم قناة السويس ولم يذكر أنه يتبع أى كيان مؤسسى فى مصر سوى رئيس الجمهورية، بمعنى أن مشروع المعزول يحول إقليم قناة السويس إلى كيان مستقل عن إدارة الدولة، كما أن تمويل مشروع مرسى تتولاه الشركة التى تحصل على امتياز المشروع فى حين أن الحالى تموله أموال المصريين، فضلا عن إشراف القوات المسلحة على مشروع تنمية قناة السويس بجانب ٣٣ شركة مصرية تعمل تحت إشرافها، فى حين أن دورها فى مشروع مرسى كانت ممثلة بعضو فى مجلس إدارة هيئة القناة، ومشروع مرسى لم تحدد مدة زمنية لتنفيذه، فى حين حدد السيسى تنفيذ المشروع بعام ويشرف بنفسه على المتابعة والتنفيذ.